المتاجرة في سوق الفوركس

كما علمنا فإن ھناك الكثیر من أنواع السلع التي من ممكن المتاجرة بها مثل الأسهم والسلع الأساسیة والسندات وأزواج العملات وغیرھا الكثیر. كما أن لكل نوع من ھذه السلع بورصة خاصة بها، حیث یختار المرء أحد ھذه الأنواع أو بعضها للمتاجرة به.

بالإضافة إلى ذلك، فإن ھناك الكثیر من الأسباب التي تجعل من المتاجرة في سوق الفوركس أفضل من المتاجرة بالأنواع الأخرى من الأسواق. ومن أھم ھذه الأسباب:

اقرأ أيضًا: إدارة المخاطر في تداول الفوركس

1) العمل على مدار الیوم في سوق الفوركس

في الواقع، فإنه في البورصات العالمية للتبادل المباشر Exchange یتم العمل لفترة محدودة كل یوم. كما تفتتح البورصة في الصباح وتغلق أبوابها في المساء.

على سبيل المثال، لو كنت ترید المتاجرة في أسهم الشركات الأمريكية، فلا یمكنك البیع والشراء إلا عندما تفتح بورصة نیویورك أبوابها في حدود الساعة 9 صباحاً بتوقیت أمریكا إلى الساعة 4 مساءً بنفس التوقیت.

علاوة على ذلك، فإن معنى الأمر أنك مقید بهذا الوقت لمراقبة سوق العملات، مما یستلزم التفرغ الكامل. كما أن ھذا ینطبق على كافة البورصات العالمية الأخرى، كل حسب توقیت الدولة التابعة لها.

ولكن في سوق الفوركس، ولأنه لا یوجد مكان مركزي محدد، ولأن العملیات تتم بواسطة شبكات الإنترنت، فإن العمل في سوق الفوركس، لا یتوقف على مدار 24 ساعة، ما عدا يومي (السبت والأحد).

اقرأ المزيد: البورصة التركية ومميزات الاستثمار فيها

آلية العمل على مدار اليوم في أسواق الفوركس

في الواقع، فإن البنوك والمؤسسات المالیة تفتح أبوابها في الیابان في الساعة 12 لیلاً بتوقیت جرینتش. كما تبدأ عملیات البیع والشراء، ولا تغلق مؤسسات الیابان إلا الساعة 9 صباحاً بتوقیت جرینتش.

ولكن العمل لن یتوقف، لأنه ما إن تغلق المؤسسات الیابانیة والآسیویة وأھمها في طوكیو وھونج كونج وسنغافورة حتى تكون المؤسسات الأوروبیة في سوق الفوركس، وأھمها في لندن وفرانكفورت وباریس قد فتحت أبوابها، وما أن تقارب المؤسسات الأوروبیة على الإغلاق حتى تكون المؤسسات الأمریكیة قد بدأت العمل. كما أن أھمها في نیویورك و شیكاغو.

كما أنه عندما تغلق المؤسسات الأمریكیة أبوابها في سوق الفوركس سوف تبدأ المؤسسات في أستراليا ونیوزیلاندا في التداول، وقبل أن تغلق الأخیرة أبوابها حتى تكون المؤسسات الیابانیة قد بدأت یوماً جدیداً في العمل. وھكذا وعلى حسب توقیت كل دولة، فإن التعامل بالنسبة لك سیكون مستمرًا طوال 24 ساعة. فیما عدا یومي السبت والأحد، لأنهما عطلة في كل الدول.

كما أنه عندما تغلق المؤسسات الأمریكیة في الفوركس أبوابها یوم الجمعة الساعة 10 مساءً بتوقیت جرینتش تقریباً سیكون ذلك صباح السبت في أستراليا ونیوزیلندا وھو یوم عطلة كما تعلم، لذا یتوقف العمل إلى مساء یوم الأحد الساعة 10 مساءً بتوقیت جرینتش، حیث یكون صباح الإثنین في أستراليا ونیوزیلندا. وهكذا، لتعود الكرَّة للأسبوع الذي یلیه یوماً وراء یوم. في كل دولة وعلى حسب توقیتها إلى نهایة الأسبوع التالي وھكذا.

بالطبع، فإنك لن تقوم بالتعامل مع كل ھذه المؤسسات في سوق الفوركس في كل ھذه الدول على حدة، بل ستتعامل مع شركة الوساطة والتي ستربطك بدورھا مع جمیع المؤسسات الأخرى عبر العالم.

مثال على أوقات العمل في بعض الأسواق العالمية

تجدر الإشارة إلى أن العمل في سوق العملات یستمر طوال 24 ساعة طوال الأسبوع، وھذا یعطیك الفرصة لاختیار الوقت الذي یناسبك أن تعمل به دون الخوف “بأن تأتي متأخراً ” ففي سوق الفوركس لا یمكن أن تأتي متأخراً، لأن العمل متواصل طوال الیوم ولأن الفرص كثیرة وعلى مدار الساعة. وفيما يلي جدول تواقيت افتتاح وإغلاق لأهم الأسواق العالمية:

 SydneyTokyoLondonNew York
افتتاح سوق الفوركس10 PM2 AM9 AM3 AM
الإغلاق7 AM11 AM5 PM10 PM

2) السيولة العالیة Liquidity High في الفوركس

في الواقع، فإنه عندما ترید أن تبیع سهماً ما فلا بد أن تجد مشتريًا له. كما أنه عندما ترید أن تبیع سلعة ما فلا بد أن یكون ھناك من یرغب في الشراء منك.

بالإضافة إلى ذلك، فإنه في بعض الظروف عندما یحدث خبر ما، ویتسبب بانخفاض حاد للأسهم التي تمتلكها، فإن جمیع من یملكون هذا السهم یرغبون ببیعه أیضاً، فیصبح المعروض من الأسهم أكثر بكثیر من الطلب علیها، وھذا یتسبب بهبوط ھائل لسعر الأسهم وبسرعة خارقة. وهو ما لا يمكن حدوثه في سوق الفوركس.

لذا فإنه في بعض الظروف قد تجد صعوبة كبیرة في بیع أسهمك بسعر مناسب، بل قد تضطر إلى بیع أسهمك بخسارة كبیرة عندما لا تجد من یرغب في شراءھا، وھذا ما یسمى السیولة Liquidity أي القدرة على تحویل ما تمتلكه من أدوات مالیة إلى نقود، وھذا ما ینطبق أیضاً على السلع الأساسیة Commodities.

والجدير بالذكر أنه في سوق الفوركس، فإن ضخامة ھذا السوق وھو كما ذكرنا أكبر سوق في العالم، فأنت دائماً قادر على بیع ما تملك من عملات في الوقت الذي تراه مناسباً. كما ستجد دائماً من یشتري منك، وھذه میزة تقلل المخاطرة التي قد تواجهها في الأسواق المالیة الأخرى.

3) عدالة السوق وشفافيته Transparency And Fair

في الواقع، فإنه یعتبر سوق الفوركس من أعدل الأسوق في العالم، لماذا؟ لأنه سوق ضخم جداً فإنه لایمكن لفئة محدودة أو جهة ما أن تؤثر فیه بسهولة.

على سبيل المثال، إذا قارنت سوق الفوركس بسوق تداول الأسهم، فإذا كنت تمتلك أسهماً في شركة ما، فإن مجرد تصریح بسیط من أحد مسؤولي ھذه الشركة كفیل بأن یؤثر على سعر السهم الذي تمتلكه ھبوطاً أو صعوداً.

أما في سوق الفوركس ولأنه سوق ھائل الضخامة، فلا یمكن لفرد أو جھة أن تؤثر علیه. كما لا تتأثر أسعار العملات إلا بالتحركات الاقتصادیة الضخمة والمقدرة بالملیارات. كما لا تتأثر إلا بالبیانات الرسمیة الحكومیة وليس من أي دولة، بل من الدول الأكبر اقتصادیاً مثل الولایات المتحدة أو الیابان أو الاتحاد الأوروبي. أو بتصریحات وزراء المالیة والبنوك المركزیة لهذه الدول.

علاوة على ذلك، فإن ھذا یجنبك في سوق الفوركس “حركات التلاعب” التي كثیراً ما عانى منها ملاك الأسهم الصغار. والتي قام بها مسؤولي الشركات وكبار مالكي الأسهم. والتي قد يكون لهم مصلحة شخصیة في رفع أو خفض أسعار الأسهم، وقد حدثت الكثیر من ھذه القصص و الأحداث. حيث أن هذا وارد حتى في أسهم الشركات العالمیة على الرغم من تشدد الإجراءات والرقابة.

كما أن ضخامة سوق الفوركس وكونه لا يتأثر إلا بالبیانات الرسمیة لأكبر الدول اقتصادیاً في العالم وبمسؤولي ھذه الدول الرسمیین یجعله الأكثر شفافیة، فلا أسرار ھناك ولا تلاعب. وھذا یجنب المتاجر في سوق الفوركس الكثیر من المطبات “الخفیة” التي قد یواجهها المتاجرون في الأسواق الأخرى.

4) الاستفادة من سوق الفوركس الصاعد وسوق الفوركس الهابط

كما ذكرنا یمكن مبدئیاً المتاجرة والحصول على الربح في سلعة، سواء كان السوق صاعداً أم ھابطاً. وعلى الرغم من ذلك، فإن أغلب المتعاملین بأسواق الأسهم مثلاً لا یتاجرون إلا في السوق الصاعد. على خلاف سوق الفوركس، فما معنى ذلك؟

في الواقع فإن معناه أن أغلبیة المتعاملین بالأسهم، على خلاف سوق الفوركس، یبحثون عن الأسهم التي یتوقعون أن ترتفع أسعارھا في المستقبل القریب لیقوموا بشراءها على أمل بیعها بسعر أعلى. ولكنهم عندما یعلمون أن أسهم شركة ما ستنخفض، لا یقومون بالاستفادة من ذلك، فلا یقومون ببیع ھذه الأسهم لیعیدوا شراءھا مرة أخرى بسعر أقل من سعر البیع ویحتفظوا بفارق السعرین كربح. وهو ما لا نجده في سوق الفوركس.

لماذا تتم الاستفادة من السوق الصاعد فقط؟

في الواقع، فإن المتاجرة في سوق الأسهم الهابطة على خلاف سوق الفوركس، یتمیز بالتعقید وبكثرة القیود مما یجعله مجالاً خطراً. وذلك لأن الدول والبورصات تفرض أنظمة خاصة للمتاجرة بالسوق الهابط في الأسهم. خوفاً من أن یتعمد مسؤولي الشركات أو من لهم مصلحة خفض أسعار الأسهم لمصلحتهم الخاصة.

لذا ھناك الكثیر من القیود التي تجعل من المتاجرة بالأسهم في السوق الهابط مسألة معقدة لا یتعامل بها إلا المحترفین وأصحاب الدرایة الواسعة وهو ما لا نجده في سوق الفوركس.

وكذلك في أسواق السلع، فعلى الرغم من أنه یمكنك المتاجرة والحصول على الربح عندما تتوقع أن سعر سلعة ما سینخفض. إلا أنه من الناحیة العملیة فإن أغلب المتعاملین بأسواق السلع أیضاً یمیلون للعمل بالسوق الصاعد، أي یبحثون فقط عن السلع التي یعتقدون أن أسعارھا سترتفع، أما في الأسواق الهابطة للسلع فقلة ھم من یتعامل بها. أما في سوق الفوركس فالأمر مختلف، حیث يمكن المتاجرة سواء بصعود السوق أو هبوطه.

كما یمكن للجمیع أن یتاجر في عملة ما في سوق الفوركس سواء كان التوقع أن سعرھا سیرتفع أم ینخفض دون أن تزید المخاطرة أو تقل العائدات، بل الأمر سیان في كلتا الحالتین.

5) سهولة السحب والإيداع

يتميز سوق الفوركس، بمرونة كبيرة بالمعاملات المالية. سواء عملية سحب الأرباح أو عملية الإيداع. نتيجة تنوع الطرق التي توفرها شركات الوساطة المالية (البروكر). منها حوالات بنكية أو حوالات أرضية أو حوالات رقمية وغيرها من الطرق الكثيرة، وعلى مدار 24 ساعة في سوق الفوركس.